وصف المخرج العراقي البارز د.علي حنون، مهرجان فجر السينمائي الدولي بأنه مهرجان مهم على مستوى المنطقة والعالم، نظراً لأنه يقدّم تجارب الشعوب ونخبة أعمال السينما الإيرانية، ويستضيف ندوات معتبرة على مستوى المضمون السينمائي، كما يوجد سوق بناء ومثمر للمهرجان.
وحول فعاليات مهرجان فجر السينمائي لهذا العام، قال المخرج حنون الذي يشارك كأحد حكام قسم الأفلام الآسيوية والدينية في مهرجان هذا العام: لم أتفاجأ بشيء بشأن مهرجان فجر السينمائي الدولي، لأنني أمتلك نظرة مُسبقة وجيدة حول المهرجان وفعالياته المتألقة، ووجدت هذا المهرجان مكتمل وجيد في التنظيم ومستوى الأعمال المشاركة ومستوى الضيوف، ويرتقي الى مصافي المهرجانات المتقدّمة.
واعتبر انه للسينما الإيرانية مكانتها الخاصة على المستوى العالمي، وقال في هذا الصدد: في الواقع السينما الإيرانية غنيّة عن التعريف، سينما أنجزت أفلام كبيرة وصلت الى أرفع الجوائز لا سيما الأوسكار والسعفة الذهبية بجائزة كان وغيرها من الجوائز العالمية، ثم اصبح المخرجون الإيرانيون أعضاء تحكيم في تلك المهرجانات البارزة، وهنالك العديد من الأسماء البارزة في السينما الإيرانية سجّلت حضورا بارزا لها على ساحة السينما العالمية.
وأردف: فالسينما الإيرانية هي سينما متطورة ولها لونها ومكانتها الخاصة، إذ عندما نشاهد فيلماً ايرانيا اليوم نقول إن هذه السينما ايرانية لها أسلوبها الخاص.
وبشأن أفلام هذه الدورة من المهرجان، أوضح: أنا منغمس في تقييم وتحكيم أفلام قسم الأفلام الآسيوية والدينية، وأفلام المقاومة، وشاهدت مجموعة من الأفلام فيها تباين بالمستويات، ولكنني شاهدت بعض الأفلام استمتعت بها كثيراً، حتى أنني إنغمست بها بشكل كبير، وتفاعلت معها بشكل كامل، في حين كانت بعض الأفلام مقبولة.
وأضاف حول جودة وكيفية أفلام هذا العام في الجوانب التقنية السينمائية: من ناحية السيناريو والسرد الفيلمي، لدينا اليوم اتجاه خاص سينمائي في هذا المجال، يعتمده الكثير حول العالم، وهو أنه ليس المهم ماذا تقول وإنما كيف تقول.
وحول دور قسم أفلام المقاومة لا سيما قسم فلسطين روح ودم في مهرجان فجر السينمائي الدولي، قال الدكتور حنون: هناك أدب حرب وهناك أدب معركة، وهناك سينما حرب وسينما معركة، سينما المعركة وادب المعركة يكون سريع وانفعالي يتابع الحدث، في حين أن سينما الحرب وأدب الحرب يكون تأملي يحلّل الظاهرة.
وأكمل: نحن الآن على مستوى الحرب في غزة أو الحرب في سورية او العراق وبقية المناطق، ما زلنا على مستوى سينما المعركة، ماتزال سينمانا تحشّد وتعبّئ لتعبّر عما جرى، لكنني مُتأكد بأننا سنشهد بعد سنوات طويلة سنشرح الظاهرة وسنتأملها، ونعرف أسبابها، وستكون الأفلام باردة ولكنها عميقة.
وحول الانتاج المشترك بين ايران ودول المنطقة في هذا المجال، خصوصاً حول ما يجري في فلسطين المحتلة، قال: موضوع فلسطين هو موضوع محوري بالنسبة للسينما في المنطقة، سواء على مستوى الحكومات او الشعوب، ولكن الشعوب هي في الدرجة الأولى لأنها هي من وضعت القضية الفلسطينية على رأس قضاياها المركزية، حيث أنها تضع فلسطين في القلب دائماً.
وأضاف: كان في بغداد مهرجان لأفلام فلسطين خصوصاً، وشارك بها الكثير من المخرجين من أنحاء العالم، ولهذا لابد من تبلور إنتاج سينمائي مشترك في المنطقة حول ما جرى من جرائم في فلسطين. وقال: هذا الأمر شهدناه خلال حرب داعش الارهابي على العراق وسورية، حيث قدم الأخوة الايرانيون وساهموا في الإنتاج السينمائي وصناعة أفلام حول الوقائع التي حصلت خلال تلك الفترة.
وعن أعماله الخاصة اختتم المخرج العراقي المعروف كلامه قائلاً: عملي الأخير على مستوى السينما، هو فيلم روائي قصير يحمل اسم “الزهرة الأرجوانية” من كتابتي وإخراجي، والفيلم من إنتاج نقابة الفنانيين العراقيين، وسيعرض في مهرجان بغداد العربي الأول. وعلى مستوى التلفزيون أنتجت مسلسلاً يحمل اسم “ورث عمتي” وهو من إنتاج عراقي ويمثل فيه ممثلون من مصر، وتم تصويره في كردستان العراق، وسيعرض هذا العمل على بعض الشاشات العربية فيما بعد ان شاء الله.
وإنطلقت الدورة الثانية والأربعين لمهرجان فجر السينمائي الدولي بدورته الثانية والأربعين في برج ميلاد غربي العاصمة طهران في الأول من فبراير، في حين يختتم المهرجان فعالياته في 11 فبراير الجاري.
ف.أ/د.ت